
الازدهار المشترك
تركز أغلب المؤسسات بشكل حصري على “تعظيم قيمة المساهمين”. والحجة المعروفة في ذلك هي أن المؤسسة تحقق أقصى قيمة للمساهمين من خلال الأرباح الناتجة عن تلبية احتياجات حقيقية في السوق. يعتقد العديد من الاقتصاديين كذلك أن الشركات يجب أن تركز فقط على قيمة المساهمين، لأن نظرية “الاقتصاد الراشح أو اقتصاد التقطير” ستتكفل بكل شيء! وهذه النظرية تعني أن الثروات تتسرب أو ترشح تدريجيا بين طبقات المجتمع، بدءًا من الطبقات الأعلى نزولًا إلى الأدنى.
نظريًا، ينجح هذا النهج الاختزالي ويمثل طريقة أنيقة لخلق القيمة في سياق رأسمالي. لكن عمليًا، نرى أن هذا التركيز الأحادي على قيمة المساهمين ليس ضارًا بالمساهمين على المدى الطويل فحسب، بل يضر أيضًا بالعملاء والموظفين والمجتمعات والبيئة.
يمثل “الازدهار المشترك” إطارًا إستراتيجيًا يركز بشكل شمولي على جميع أصحاب المصلحة. وتُعتبر مؤشرات الأداء الرئيسية ومؤشرات المخاطر الرئيسية لجميع أصحاب المصلحة، بمن فيهم العملاء والموظفون والجهات التنظيمية والشركاء والبيئة والمجتمع والمساهمون، عناصر بالغة الأهمية. يقدم إطار عمل “الازدهار المشترك” الخاص بالبنك الأهلي الأردني قيمة مباشرة وقابلة للقياس وهادفة لجميع هؤلاء الأطراف، ونؤمن بأنه مع توفر رأس المال الصبور، سيؤدي ذلك إلى تحقيق عوائد استثنائية للمساهمين. فالازدهار المشترك وخلق قيمة للمساهمين ليسا هدفين متعارضين، بل يعزز أحدهما الآخر.
بالنسبة للعملاء: بصفتنا مؤسسة تقدم خدمات مالية، كيف يمكننا توفير أفضل خدمة ممكنة لعملائنا؟ وكيف نقيس مستوى رضا العملاء، والجهد الذي يبذلونه، وتجربتهم بشكل عام، لكي نتمكن من إسعاد عملائنا الكرام؟ وما الذي يمكننا تقديمه لهم بالإضافة إلى المنتجات المالية لتحسين حراكهم الاجتماعي وازدهارهم؟ كيف يمكننا تعزيز الشمول المالي وتوسيع شبكة عملائنا لبناء علاقات مستدامة ومتبادلة المنفعة؟ وكيف نرضي عملاءنا من خلال ابتكارات رقمية خلّاقة وواجهات وتجارب مستخدم فائقة؟ وغير ذلك.
بالنسبة للموظفين: كيف نجذب أفضل الكفاءات في القطاع وندربها ونحافظ عليها؟ وكيف نخلق بيئة عمل منفتحة وعادلة وتعاونية، تقوم على الثقة والتفكير الريادي والابتكار، وترتقي بحياة موظفينا الأعزاء وتحقق لهم أفضل النتائج على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي؟ وكيف يمكن لموظفينا تطوير شعور ذي مغزى في عملهم؟ وكيف نضمن حصول الموظفين على أجور وتعويضات أكثر عدالة، وأن يتمتعوا بمزايا تمنحهم المرونة وراحة البال؟ وغير ذلك.
بالنسبة للمجتمع والبيئة: كيف نضمن توثيق مبادراتنا المتعلقة بالاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة والإبلاغ عنها بشكل سليم؟ وكيف نعمق تأثيرنا من خلال الشراكات والمنتجات المالية والبرامج والسياسات والإجراءات وفقًا للمعايير العالمية؟ وكيف نصبح رعاة حقيقيين للبيئة، ونعزز بشكل مباشر وغير مباشر النمو الاقتصادي الشامل والمستدام؟ وغير ذلك.
بالنسبة للجهات التنظيمية: بصفتنا طرفًا رئيسيًا معنيًا، كيف نضمن ثقة الجهات التنظيمية بنا وتمكينها لنا؟ وما الذي يمكننا القيام به بما يتجاوز المتطلبات التنظيمية لبناء ثقة أكبر لدى هيئاتنا الرقابية؟ وكيف يمكننا تعميق علاقتنا مع الجهات التنظيمية لاستكشاف مجالات نمو جديدة في عالم المال؟ وكيف نحسن معايير الحوكمة والامتثال لدينا بطريقة تتجاوز المتوقع؟ وكيف نتعاون بشكل مشترك مع الجهات التنظيمية لتحسين الشمول المالي والازدهار الاجتماعي والاقتصادي في البلدان التي نعمل بها؟
بالنسبة للمساهمين: كيف نبني بنكًا مستدامًا وبمستويات نموّ وربحية مجزية، ومسؤولًا بعمق تُجاه مساهمينا؟ وكيف نصبح استثمارًا يرغب الجميع في اقتنائه والاحتفاظ به في محافظهم الاستثمارية؟ وكيف نطور علاقة شفافة تمامًا مع مساهمينا بطريقة تبني ثقة مؤسسية وشراكة طويلة الأمد؟
نتطلع إلى أن نصبح بنكًا مسؤولًا بشكل عميق، وأن نقدم ازدهارًا مشتركًا حقيقيًا لجميع أصحاب المصلحة لدينا. لسنا مثاليين! بل إنّ الواقعية في تبني الأعمال تجعلنا نواصل العمل لجعل رؤيتنا للازدهار المشترك حقيقة واقعة. إذا كانت لديكم أي أفكار حول كيفية تحسين الازدهار المشترك بطريقة مستدامة، فلا تترددوا في التواصل معنا.
نشكركم على ثقتكم وشراكتكم. مع أمنياتنا لكم بحياة نابضة مليئة بالازدهار.