fbpx

في اليوم العالمي لمكافحته: كيف يُهدد التدخين داخل العمل الموظفين والشركات؟

تتكاتف الجهود العالمية في 31 أيار كل عام للتوعية بأضرار التدخين على الصحة والاقتصاد والبيئة، ويعتبر هذا اليوم مناسبة عالمية للفت الانتباه إلى ما يسببه تعاطي التبغ على الصحة الفردية والمجتمعية، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على تداعيات التدخين داخل بيئة العمل، تلك التداعيات التي لا تقتصر على صحة الموظفين فحسب، بل تمتد لتُشكل خطرًا اقتصاديًا جسيمًا على الشركات وأرباب العمل.

خسائر الإنتاجية:

يُعدّ التدخين أحد أهم مُسبّبات الغياب عن العمل، حيث يُعاني المدخنون من أمراض مزمنة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد، أضف إلى ذلك الأضرار النفسية التي تُؤثّر على تركيزهم وإنتاجيتهم. تُشير الدراسات إلى أنّ المدخنين يتغيبون عن العمل بمعدلات تفوق المعدلات الطبيعية لغير المدخنين بسبب المرض، ممّا يتسبب بأعباء مالية على الشركات لتغطية نفقات التوظيف المؤقت وتعويضات الغياب.

ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية:

يُعدّ المدخنون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب، ممّا يُؤدّي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية للشركات. إنّ تكلفة علاج أمراض التدخين تُشكل عبئًا على أنظمة التأمين الصحي، ممّا يدفع كثيرا من الشركات إلى زيادة أقساط التأمين على الموظفين المدخنين. ففي الأردن على سبيل المثال، تُقدّر تكلفة علاج أمراض التدخين بـ1.5 مليار دينار سنويا.

انخفاض معنويات الموظفين:

يُؤثّر التدخين سلبًا على بيئة العمل، حيث يُسبب إزعاجًا للموظفين غير المدخنين من خلال روائح السجائر والدخان، ممّا يُؤدّي إلى انخفاض معنوياتهم وإنتاجيتهم. تُشير الدراسات إلى أنّ الموظفين غير المدخنين يميلون إلى الشعور بالتوتر والإحباط في بيئة عمل مُدخّنة، ممّا قد يدفعهم إلى البحث عن فرص عمل أخرى.

تلف الممتلكات:

يُمكن أن يُسبّب التدخين حرائق في أماكن العمل، ما يُؤدّي إلى تلف الممتلكات وخسائر مادية كبيرة؛ إذ يمكن أن تشعل السجائر المواد القابلة للاشتعال، مثل الورق والمنسوجات بسهولة. كما يمكن أن تُؤدّي السجائر المشتعلة إلى اندلاع الحرائق في حاويات القمامة أو سلال المهملات.

أثر سلبي على صورة الشركة:

يُؤثّر التدخين سلبًا على صورة الشركة وسمعتها، حيث يُنظر إلى الشركات التي تُسمح بالتدخين داخل بيئة العمل على أنّها لا تهتم بصحة موظفيها ولا تُوفّر لهم بيئة عمل صحية. ممّا قد يُؤدّي إلى عزوف العملاء والمستثمرين عن التعامل معها.

في الختام، يشكّل التدخين داخل بيئة العمل خطرًا جسيمًا على صحة الموظفين واقتصاد الشركات، ومن خلال تكاتف الجهود، يمكننا خلق بيئة عمل صحية خالية من التدخين، الأمر الذي يقودنا إلى تحسين الإنتاجية، وخفض التكاليف، وتعزيز الصحة العامة، وبناء مجتمع أكثر صحة وازدهارًا.

Skip to content