في الثامن والعشرين من نيسان كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل، وتسلط الأمم المتحدة في هذا العام الضوء على موضوع “المخاطر النفسية الاجتماعية في العمل” كنوع من الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية للموظفين.
ورغم أنّ السلامة الجسدية أمر بالغ الأهمية، فإن الإرهاق الوظيفي -وهو حالة من الاضطراب العاطفي والسلبية وانخفاض الإنتاجية المهنية- له تأثيرات سلبية لا يمكن الاستهانة بها، وتؤثر بشكل مباشر على الموظفين وعلى الإنتاجية العامة.
لماذا يعتبر الإرهاق الوظيفي مشكلة تتعلق بالسلامة والصحة؟
إن الموظفين الذين يعانون من الإرهاق الوظيفي أكثر عرضة للآتي:
- ارتكاب الأخطاء: يمكن للإرهاق أن يؤثر سلبًا على التركيز واتخاذ القرار وأداء المهام بالصورة المطلوبة.
- المعاناة من مشكلات صحية وجسدية: يمكن أن يساهم الإجهاد المزمن المرتبط بالإرهاق الوظيفي في الصداع واضطرابات النوم وحتى أمراض القلب.
- انخفاض الاندماج: الموظفون غير المنخرطين أقل تحفيزًا وإنتاجية، مما يؤثر على معنويات الفريق وأداء الشركة.
علامات تدل على إصابة الموظف بالإرهاق الوظيفي:
فيما يلي بعض علامات التحذير الشائعة التي يجب الانتباه إليها بشأن الإرهاق الوظيفي:
- الإرهاق المستمر: الشعور بالإرهاق حتى بعد نوم جيد ليلاً.
- زيادة السلبية والتراخي: فقدان الموظف الحماس لعمله، والعزلة عن الزملاء والعملاء.
- انخفاض الشعور بالإنجاز: شعور الموظف بعدم الكفاءة والشعور بأن عمله غير مهم.
- تغييرات في الشهية أو أنماط النوم: الإفراط في تناول الطعام أو قلة الطعام أو صعوبة النوم قد تكون علامات على الإرهاق الوظيفي.
- زيادة الانطوائية والانسحاب: الشعور بالإحباط بسهولة، وتجنب التفاعل الاجتماعي في العمل.
منع الإرهاق الوظيفي: مسؤولية مشتركة
بالنسبة لأصحاب العمل، فعليهم أن يقوموا بالآتي لمنع الإرهاق الوظيفي لدى الموظفين:
تعزيز التوازن بين العمل والحياة: وذلك من خلال تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة واستخدام إجازاتهم السنوية والانقطاع عن العمل بعد ساعات الدوام، ومن الجدير بالذكر أن إدارة الموارد البشرية في قونها، وكذلك تحثهم على الانفصال التام عن العمل والبريد الإلكتروني خلال الإجازة ليعودوا إلى أعمالهم بطاقة مرتفعة بعد أخذهم قسطا كافيا من الراحة الجسدية والذهنية.
إدارة حجم العمل: على أرباب العمل توزيع العمل بشكل عادل وتجنب تكليف الموظفين بمهام تفوق طاقتهم.
تعزيز التواصل المفتوح: توفير بيئة آمنة للموظفين للتعبير عن مخاوفهم بشأن حجم العمل أو مستويات التوتر، فعلى سبيل المثال يسعى البنك الأهلي الأردني من خلال نشاطاتٍ مختلفةٍ موجّهة للموظفين، إلى زرع ثقافة الانفتاح وتعزيز تواصل الموظفين فيما بينهم، وكذلك بين الموظفين ومديريهم.
بالنسبة للموظفين:
- ضع حدودا واضحة: تعلم إدارة العمل الإضافي ورفض ما هو زائد عن قدرتك الإنسانية، وافصل بشكل صحيح بين حياتك العملية وحياتك الشخصية.
- ارعَ نفسك بنفسك: أعط الأولوية للنوم وممارسة الرياضة واتبع نظاما غذائيا صحيا لإدارة التوتر والحفاظ على مستويات الطاقة لديك.
- اطلب الدعم: تحدث إلى زميل أو مدير تثق به أو معالج نفسي، إذا كنت تشعر بالتعب أو تعاني من أعراض الإرهاق الوظيفي.
معالجة الإرهاق الوظيفي تتطلب جهدا مشتركا. فمن خلال رفع مستوى الوعي وتعزيز الممارسات الصحية في العمل وإعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين، يمكن لكل من أصحاب العمل والموظفين خلق بيئة عمل أكثر أمانا وراحة. في هذا اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل، دعونا نعطي الأولوية للصحة النفسية إلى جانب السلامة الجسدية، ونعمل على تعزيز بيئة عمل يمكن للجميع الازدهار فيها.